❗خاص❗
❗️sadawilaya❗
حمزة العطار
ضمن العلوم العسكرية، تحديداً في مجال علم سلاح الهندسة، دارت جملة أن الخطأ الأول قد يكون الأخير ويالتالي لا يمكن للأخطاء في هكذا سلاح وهكذا علم لأن خطأً صغيراً قد يودي بمن افتعله وبمن يحيطون به أثناء ذلك الخطأ الى ملاقاة الموت، وبالتالي لن يعود له من فرصة ثانية .
هذا في بعض العلوم العسكرية، علم بسيط درّسته تلك المدارس لتلامذتها، درءاً لأي خطأ ربما يحدث، لكن في حقيقة أحداث حالية، فإننا بتنا نتيقن من أن خطاياهم ستودي بهم الى اللاعودة، متسرعين في قضايا دفعت بهم نحو الهاوية، وهو ما يحدث اليوم في غير جبهة وغير ساحة، معلناً نهاية طريقهم الذي لم يدم طويلاً .
لن أطيل الشرح في النظريات والغوص في الفرضيات التي بتنا نقتنع بحتميتها لأنها وكما يقولولون" المكتوب مبين من عنوانو" لكن نتعمق ببعض سطور وحقائق اتضحت ربما أو هي في طور الاتضاح عاكسة وقائع وأحداث لم تعد بالبعيدة، وما يجري وجرى في سوريا خير مثال ومصداق لما توقعه أهل البصيرة وعملوا لأجله، واليوم بات بحكم الأمر الواقع، مع لحاظ أن الكثيرين من أهل البصيرة باتوا طي الرحيل، مخلفين جنوداً مجندة، استعدت يوماً ليوم الفزعة الكبرى والحاج قاسم سليماني والسيد حسن نصرالله خير دليل على من عمل وأسس وترك إرثاً يُعتمد عليه فيما هو قادم من صعاب أيام وكثير معاناة ولتلامذتهم دور كبير قادم سترونه بأم أعينكم لتصدق كلمة الحق التي نطق بها سيد شهداء محور الخير قبيل العروج ببرهة، أن الخبر ما ترون لا ما تسمعون .
بسرد بسيط حفظه الجميع عن ظهر قلب، دخلت أفواج المقاومة من جبهات متعددة، في سياق أحداث الحرب السورية التي لاحت عام ٢٠١١، والتي رآها الكثيرون رغم توضيحات لسيدنا الذي ارتحل في عدة مناسبات أنها لم تكن حرب الشيعي ضد السني ولم تكن حرب الحفاظ على بشار الأسد، بل كانت حرباً من حروب فرضتها الظروف على المقاومة وبات واجباً خوضها، لحماية المقاومة لدرجة أنه في إحدى خطابات السيد الشهيد ذكرها صراحة أنه اذا احتاجت جبهة سوريا الدخول في معتركها من كل صغير وكبير واحتاجته تلك الجبهة أن يكون فيها هو بشكل مباشر فإنه لن يتوانى عن هذا الأمر، وقد طلبته تلك الجبهة الشريفة ولبى النداء في عدة محافل ومناسبات .
وضمن تفاصيل المد والجزر التي رافقت تلك الأحداث والبطولات التي أبلى فيها أبطال تلك الجبهة دونما استثناء لعراقي أو إيراني أو لبناني أو أفغاني وغيره، من القصير الى الغوطة، فالشرق السوري وتدمر، وحلب وغيرها، ومن انتصارات كتبتها سواعدهم ودماء شهدائهم، والبعض الأعمى كان لا يزال على حمقه وعماه بأن دخول تلك الحرب كانت خطيئة لن تُغتفر، وبعد أن عادت معظم الجغرافيا السورية الى مكانها الطبيعي وثبتت وكسرت مشروع السواد القاتم الذي حاكته أيادي الخبث، باتت الحاجة ملحة لإيجاد البديل، من خلال إزاحة بشار الأسد وحكمه عن سوريا وإدخال لاعب جديد، يغير كل ما تم تحقيقه من إنجازات لمحور المقاومة، فكانت إعادة إحياء لأحمد الشرع، الجولاني سابقاً، من جديد لإعادة إكمال المشروع الذي أفشلته دماءٌ سقطت فداءاً للمشروع .
حقيقة التغير السريع في سوريا والسقوط الأسرع لنظام بشار الأسد، ترك كثيراً من أسئلة إحتاجت لإجابات تأتي في كل ما يحدث، والإنهيار السريع القياسي، الذي حصل في سوريا، بدأت بعض تفاصيله تتضح أكثر فأكثر، راسمة مع أخطاء ما احتاجت وقتاً كثيراً المشهد القريب القادم .
بداية تحرك أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع من الشمال السوري، وتسارع الإنهيار في جبهة الجيش السوري، وسرعة وصوله الى الحكم، كانت ملفتة بسرعتها، لكنها في الوقت عينه تركت بعض ايجابية على أشخاص عانوا سابقاً من تجاوزاتٍ وتنكيل أو اضطهاد لحق بهم سابقاً، من بعض رموز هذا النظام السابق الذي ولسخرية الأقدار أن بعضهم، بل معظمهم هم من الطائفة السنية الكريمة، لم يربطهم بالنظام العلوي، كما يدعي المحررون الجدد، إلا مصالح ضيقة وآنية خدمتهم على المستوى الشخصي في حقبة معينة أو منصب معين .
لن أستطرد أكثر في شرح ما جرى، لأستفيد من بعض وقت لما سيجري وما هو واضح .
لقد أرخى وجود الشرع وتسلمه مقاليد السلطة وزمامها، نوعاً من راحة فقدها كثيرون من أبناء سوريا، حتى من أبناء الطائفة العلوية نفسها، أملاً بتغيير قادم يعيد لسوريا مكانتها، ويعيد لشعبها بحبوبته التي كان ينعم بها والتي فُقدت زمن الحرب .
الخطأ الأول بل الخطيئة التي ارتكبها نظام الشرع وهي ما سيغير وجه المنطقة وربما جغرافيتها ويعيد البوصلة الى وجهتها وسكتها الصحيحة، هو ما قام به أزلامه ويقومون، من حرب طائفية لا يمكن تجميلها أو التغطية عليها مهما اجتهدوا والتي تشهدها ساحات الساحل السوري، الذي يضم نسيجاً علوياً كبيراً، والتي هي الخطأ الأول بل الخطيئة الأولى التي قام بها النظام السوري الحالي، والتي ستكون هي الخطأ الأخير .
لا أسرد قصص خيال، ولا أنسج واقعاً أختلقه من بواطن مخيلتي، بل هي أحداث أقوم بنقلها كما تحصل، يرافقها بعض رؤية وربما بّعد روايات وحقائق أهل الخبرة وأصحاب القضية، مستنتجاً ما هو قادم يقيني لم يعد يشوبه أي ضبابية .
المجازر التي قامت بها وتقوم، جماعات وأنصار أبي محمد الجولاني، والتصفيات الكبيرة التي تشهدها جبهة الساحل وما سيتبعها، هي محاولة إنهاء وتصفية للطائفة العلوية كاملة دون أي استثناء، مهما حاول كثيرون أن يزينوا صورة ما يجري أو الإضاءة على ما يخدمهم ويخدم مشروعهم فقط، وعداد الشهداء الآيل الى تسارع من أبناء الطائفة العلوية، تلحقها طوائف أحرى، شيعية كانت أو درزية، ولأسباب مجهولة أو ربما معلومة، إضافة الى استنجاد أبناء الطائفة العلوية بكل حر نتيجة ما يتعرضون له، وتوثيقه صوتاً وصورة في ظل تطور تكنولوجي كبير، وقدرة كل فرد أن يكون مراسلاً، ينقل ما يحدث من حوله اليوم وفي ظل بداية تعاطف إقليمي وعالمي مع كل ما يحدث، دق ناقوس الخطر المحدق تجاه حكم الشرع ومن خلفه أن النار ستحرق ما كنتم تتوقعون أو لا تتوقعون وأن الرد سيأتي من حيث لا تحتسبون .
أكرر، أنني لا أعيش أمنيات رجوتها أن تتحقق، بل أنقل بعض حقائق قادمة . فبداية الأمر غفل الجولاني وأحد داعميه الأساسيين، أقصد تركيا، أن خمسة عشر مليون علوي، موجودين في تركيا قد يتحركون نصرة لأبناء طائفتهم المضطهدة في سوريا، وهو ما بدأ فعلاً إن بالتصريحات، أو القيام بما أُعلن عنه أو أنه لا زال طي التستر والكتمان، عن التحركات التي بدأت في تركيا لدعم علويي سوريا، إضافة الى الاستنجاد الذي أصدره الساحل السوري، قاصداً شيعة العراق وإيران ولبنان، طلباً للعون ورد الظلم وما لاقاه هذا الإستنجاد ويلاقيه في أرض الواقع من سعي وتحضير جدي لمد يد العون .
الخاتمة التي بدأت تتضح مع بداية قصيرة وسرد مقتضب لما جرى ويجري، أن أحمد الشرع قد أخطأ خطأه الأول والذي من المتوقع أن يكون الأخير حينما عمل على وتر إقصاء العلويين من سوريا وإنهائهم، وهو أمر شرّع مد يد العون الخارجية لهم لتسدد الضربات القادمة لسلطة الشرع، موجهة له ضربة أولى وقاضية شبيهة بخطأه الأول والاخير .
حمزة العطار